Wednesday, July 11, 2007

FEATURE: From kids' quarrel to religious strife in Alexandria -- Arabic version


الحركات الاسلامية في مصر: كيف يتحول عراك الاطفال إلى فتنة طائفية
المسلمون والمسيحيون يتخوفون من ان توقظ حوادث صغيرة وافكار متشددة فتنة دينية نائمة.


ميدل ايست اونلاين القاهرة - من باكينام عامر
قبل 50 عاما لم يكن مصري واحد يتصور أن مشاجرة بين طفلين احدهما مسلم والاخر مسيحي يمكن أن تشعل عنفا يتطلب تدخل جحافل من شرطة مكافحة الشغب (الامن المركزي) لاحتوائه.
لكن هذا حدث الشهر الماضي في مدينة الاسكندرية الساحلية التي طالما احتضنت أجناسا مختلفة وان كان مسرح الحادث احد الاحياء الفقيرة بالمدينة حيث تطور عراك بالايدي بين الطفلين أمام كنيسة إلى معركة طائفية كاملة بين المسلمين والمسيحيين.
ومع قيام متعصبين دينيين وجماهير غاضبة بتأجيج اللهيب كان يمكن للحادث أن يتطور لولا تدخل الشرطة التي وصلت بسرعة إلى مكان الحادث وتمكنت من احتوائه.
يقول الاب يوحنا ناصف "إن هذا الموقف ليس بنادر في الاسكندرية. فالتوتر موجود في كل مكان".
وهو يورد ثلاثة أسباب يعتبرها السبب الرئيس في وقوع المصادمات "النظام التعليمي الذي لا يشجع على الحوار بين أبناء الوطن الواحد من أصحاب المعتقدات المختلفة والتمييز ضد المسيحيين في أماكن العمل فضلا عن البيئة المتخلفة التي تغذي الكراهية".
ويقول ناصف: "المشكلات من هذا القبيل عادة ما تظهر في المناطق الفقيرة حيث التخلف الثقافي والاجتماعي والاقتصادي".
حي الدخيلة في الاسكندرية الذي شهد حادث الشهر الماضي هو حي شعبي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب في سلام ووئام منذ زمن طويل.
ويحتضن الحي كنيسة "السيدة العذراء" وعددا من المساجد الصغيرة. تشاجر نجل واحد من الائمة مع صبي مسيحي والنتيجة اندلاع معركة حامية الوطيس في الشارع بين عشرات من المتعصبين من الجانبين حيث قام المسلمون برشق نوافذ الكنيسة بالحجارة. وأصيب عدد من الاشخاص واعتقلت الشرطة 13 شخصا.
وأيقظ الحادث الاخير التوتر والفتنة النائمة وأثار العديد من المخاوف القديمة.
ففي تشرين أول/أكتوبر من عام 2005 وعلى مدى جمعتين متتاليتين كان مسلمون غاضبون يخرجون من صلاة الجمعة في المسجد صوب كنيسة "سان جورج" في حي "محرم بك" بالاسكندرية ويهاجمون الكنيسة ويروعون سكان الحي من المسيحيين.
وأثارت أحداث الشغب اسطوانة مدمجة مسجل عليها مسرحية مثلت داخل الكنيسة قيل أنها تسيء إلى الاسلام والنبي محمد.
وفي نيسان/إبريل عام 2006 قام متطرف زعمت جهات الامن انه مختل عقليا بمهاجمة أربع كنائس في الاسكندرية. قتل في الهجوم شخص مسيحي وأصيب 5 آخرون.
ومع كل حادث عنف تتأجج نيران الغضب في صدور الاقباط. وتزيد الاوضاع على الساحة السياسية والقضائية والاجتماعية الامور سوءا.
على الساحة السياسية يعاني الاقباط من تمثيل ضعيف في مجلسي الشعب والشورى وداخل الاحزاب السياسية.
ومع ارتفاع شعبية جماعة "الاخوان المسلمون" التي تنشط بشدة على الساحة السياسية والتي صار لها وجود قوي في البرلمان بدأت المخاوف تنتاب الاقباط من أن يعاملوا كأغراب في بلدهم أو حتى يتعرضون للاضطهاد بسبب عقيدتهم.
وتزداد المزاعم بالتمييز ضد الاقباط بل وحتى اضطهادهم. وتزعم السلطات المصرية أن أقباط المهجر ولاسيما في الولايات المتحدة يسكبون البنزين على النار ويطلبون من قوى أجنبية التدخل لتمكين الأقلية المسيحية في مصر.
يقول رفيق حبيب الخبير المعروف في الشئون القبطية وهو مسيحي ينتمي للطائفة الانجيلية انه على مدى الثلاثين عاما الماضية برز "مشروع قبطي سياسي". ويضيف قائلا ان الكنيسة القبطية تتحول بشكل تدريجي لتصبح الممثل الرئيسي للاقباط إلى "شيء شبيه بحزب سياسي للاقباط".
وأردف أن "التدخل الاجنبي في شئون الاقباط وفكرة منح حصص للاقباط في البرلمان جزء من هذا المشروع الذي يحظي بتأييد ومساندة بعض الدوائر القبطية داخل مصر".


No comments: